
مونولوجات غزة على اربعة مسارح في اربع مدن سويدية في وقت واحد
في اربع مدن سويدية انطلقت يوم الاحد الماضي وفي نفس الوقت أصداء افكار اطفال غزة التي بعثوها عبر زوارق ورقية ابحرت من مياهها الى اكثر من ثلاثين دولة من بينها الولايات المتحدة والصين والسويد وصلت في نفس اليوم مترجمة الى لغات هذه البلدان.. هذه الافكار هي عبارة عن مونولوجات رددها اطفال في غزة وتعبر عن معاناتهم من الحرب والاحتلال، ولكن ايضا عن آمالهم وتطلعاتهم نحو اشراقة المستقبل.. وترجمت الى اكثر من ثلاثين لغة رددها تلامذة مدارس، في نفس اليوم الاحد السابع عشر من اكتوبر، تشرين الاول، على مسارح خمسين مدينة في العالم. اربعة منها في السويد هي ستوكهولم، يتبوري، مالمو وأميو،
في ستوكهولم جرى العرض على مسرح الجنوب بالتعاون مع تلامذة ثانوية سودرا لاتين..وقد بدأ بموسيقى وغناء بعنوان صلاة. ثم توالت قراءة مونولوجات اطفال غزة مترجمة الى السويدية، وهي تتحدث عن حكايا ومعايشات تلامذة اثناء الحرب والحصار ، عن معاناتهم وتطلعاتهم، على السنة تلامذة سودرالاتين، مصحوبة بعزف على البيانو والجلو والات موسيقية اخرى عزفتها انامل تلامذة الثانوية، امام حضور كثير في مبنى سودرا تياترن في ستوكهولم........
وبعد انتهاء العرض تحدث لنا ثلاث تلميذات من اللواتي قرأن مونولوجات غزة، عن شعورهن وهن ينقلن مشاعر فتيات وفتيان غزة باللغة السويدية:
"نشعر كييف نعيش نحن هنا بامان وهم هناك كيف يترك مايعايشونه أثاره عليهم.. يشعر المرء بالحزن فهذه المونولوجات مؤثرة".. تقول تينابوردافوي، اما كارين يوهانسون فتقول "ان هذا يسهل من فهم مايجري، كثيرا ما يدور الحديث عن غزة والحروب هناك ولكن الان الشعور اكثر، يالهي هؤلاء اطفال وشباب كما انا، يكتبون هذه المونولوجات، اننا نفهمهم اكثر حيث لديهم واجبات مدرسية واحلام مثلما نحن".. تقول كارين، اما ياكوبا فقد احست وهي تقرا منولوجا من اطفال غزة انها "افكار نابعة من القلب، بالطبع يتأثر الانسان من هذا ان هذا مشروع جميل اذ في نفس الوقت الذي نقف فيه ونقرأ هذه المنولوجات نعرف ان ورائها شبان وشابات رددوها امام البحر ويعرفون ان هنالك اتصالا مع اخرين من بلدان مختلفة يسمعونهم اليوم بالذات".تقول ياكوبا من ثانوية سودرا لاتين واحدة من اللواتي قرأن منولوجات غزة، على مسرح سودرا تياترن، مسرح الجنوب في ستوكهولم، امام حضور من مكثف من السويديين، وعلى هامش العرض سألنا الاعلامية نبيلة عبد الفتاح عن رايها بالفعالية: اما قيس عطا الله فقد اكد ان هذا يؤكد تضامن السويديين مع غزة.، هذا وبالاضافة الى عرض المنولوجات على مسرح الجنوب في ستوكهولم فقد تزامن عرضها ايضا في اميو، يتبوري ومالمو التي جرى فيها العرض على مسرح رياكيرا، قدّمه تسعة شباب من مدرسة نيكولاي سكول ستادن في مدينة هلسنبورغ باشراف معلمة المسرح المخرجة سوزانة بيترسون , التي علقت على هذا العمل بأنه "ضرورة لابد منها في ايصال صوت اطفال فلسطين الى العالم كشهود عيان لواقع ما يحدث بغزة".
وتضيف المخرجة بأن فكرة هذا العمل جاءت بالتعاون مع فرقة مسرح عشتار بفلسطين حيث ارسلت المنلوجات الثلاثة والثلاثين الى ثلاثين دولة .كانت حصة هذا المسرح عشر نصوص عربية قمنا بترجمتها الى اللغة السويدية.
العرض استند على السرد بشكل مباشر للجمهور فبعد دخول الشباب باحة المسرح حفاة بملابس سوداء يحملون قطعة قماش توحي كشراع للسفينة او كحاجز للحصار تبدأ سلسلة التعريف بكل واحد منهم شخصيا مع ايقاد شمعة تلو أخرى في احدى زوايا المسرح المظلمة .
وهكذا تتوالى الحكايا بافواه هؤلاء الصبية الذين عايشوا الأحداث المريرة مابين انفجارات وتدمير منازل وفقدان اهل واصدقاء وما بين أحلام وطموحات.
من خلال آدائنا لهذه الأدوار فنحن قد قدمنا رسالة للناس بما يحدث بغزةعلى نحو أكثر مما سبق وبالتأكيد سيعون الان حقيقة الحروب وآثارها على الأطفال يقول اثنين من الممثبين الشباب اللذين اديا دور منلوج كل من عناس ابو عطية وامجاد ابو ياسين.
جانب من الحضور أكّد على ضرورة تركيز الإعلام دوما على مايحدث بقطاع غزة لإعطاء صورة واضحة للناس لأجل التحرك والتعامل مع قضية الشعب الفلسطيني هذا ماقالته ليزا باتريك.
هذا ومن الجدير بالذكر فأن فعالية مونولوجات غزة انطلقت من مبادرة مسرح عشتار الفلسطيني الذي اتفق مع عدد من مسارح العالم لترجمتها وادائها في نفس اليوم، الاحد 17 اكتوبر تشرين اول، كما تحدثنا يوسفين ليندبري، منسقة هذه النشاطات في المسرح السويدي ريكس تياترن، في ستوكهولم:
"هذا المسرح انطلق بمبادرة من مسرح عشتار في فلسطين بعد الهجوم الاسرائيلي على غزة العام 2008 وتحول الى عمل درامي مع اطفال وشبيبة من غزة كتبوا افكارهم بانفسهم باسم " منولوجات غزة".